تتعدد العبادات في الإسلام، وأغلبها لا يستوجب مكانا محددا عدا الحج (الذي يتطلب زيارة البقاع المقدسة). أما الصلاة، فوفق حديث جابر فإن الأرض جعلت مسجدا للمسلم.[310] وهذا يعني أن كل رقعة من الأرض (عدا تلك المنهي عنها) تصلح لأداء الصلوات فرادى وجماعات.
يخصص المسلمون دورا خاصا تسمى المساجد (ومفردها مسجد) تجمعهم لأداء الصلاة في جماعة. واسم "مسجد" مشتق من كلمة "سجد"، ذلك أن الصلاة الإسلامية تتمثل في السجود والركوع. ويُطلق على المساجد الكبرى أيضًا تسمية "جامع" أو "مسجد جامع".[311] والمساجد أماكن يؤمها المسلمون لطلب العلم وحل مشاكلهم إضافة للصلاة، وان انحصر دورها حاليا على جمع المسلمين للصلاة وذكر الله. ومن أبرز الصلوات التي تؤدى في المسجد: صلاة ظهر يوم الجمعة، ذلك أنه يُفرض على كل مسلم أدائها في المسجد جماعةً والاستماع إلى خطبة الإمام. تطوّر نمط بناء المساجد بشكل كبير منذ بناء مسجد قباء، أول مسجد في الإسلام، حتى الآن،[312] وهناك عدّة أنماط معمارية للمساجد أبرزها: النمط العثماني، النمط الفارسي، النمط المغربي، وغيرها.
ويجوز وفقًا للمعتقد الإسلامي أداء الصلاة في الكنيسة في حالة تعذر وجود مسجد أو مصلى، وممن رخص في ذلك: الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والإمام الشعبي، والإمام الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ورُوي أيضاً عن عمر بن الخطاب، وأبي موسى الأشعري. لكن يقول العلماء أن هذا محصور فقط في حالة الضرورة، وذلك كي لا يؤدي هذا لتشويش صورة الإسلام، وجعل غير المسلمين يظنون بأنه دين غير واضح المعالم.[